هل التقويم الميلادي مختلف ام انه مشابة لغيره ؟

السيد المسيح وبيلاطس

للاجابة علي هذا السؤال سنقوم بتكوين فكرة عن المجتمع لفترة ما قبل الميلاد ثم نتكلم في فترة ما بعد الميلاد
فترة ما قبل الميلاد
---------------------------------
كان تشريع العبودية شئ طبيعي وكان الدستور بالنسبة للمجتمعات هو البقاء للاقوي حيث لم يكن هناك قانون يقوم بتنظيم العلاقات او الحدود بين المجتمعات او الحفاظ علي حق كل مجتمع فكان بعض المحتمعات تقوم بتطبيق الدية اي دفع مبلغ مقابل الضرر او ثقافة العين بالعين حيث تقوم بالتسبب بضرر بنفس الضرر المسبب لك وكان في بعض المجتمعات يتم تطبيق القانون حسب مكانة الشخص الاجتماعية اي التعويض لشخص ذو مكانة رفيعة يختلف عن التعويض لشخص ذو مكانة متوسطة.
فترة ما بعد الميلاد
-----------------------
لقد قدم السيد المسيح مفهومًا جديدًا للحياة، وتعبيرات جديدة لم تكن مستعملة من قبل، ومعاني روحية عميقة لجميع المدركات، حتى بهت سامعوه من كلامه، وصاحوا قائلين "ما سمعنا قط كلامًا مثل هذا".
وأدخل المسيح تعليمًا جديدًا في المحبة، وهو محبة الأعداء والمسيئين. فقال "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلي مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردنكم ". وتري المسيحية في هذا، أن رد الإساءة بالإساءة، والاعتداء بالاعتداء، معناه أن الشر قد انتصر.
هكذا قال السيد المسيح إن جميع الوصايا تتركز في واحدة. وهي المحبة.
ووضع المسيح مقاييس جديدة للقوة:
فالقوة ليست مظهرًا خارجيًا للقهر والانتصار علي الغير، إنما القوة هي شيء داخلي، في أعماق النفس، للانتصار علي الذات. فالذي يغلب نفسه خير ممن يغلب مدينة.
وفي المسيحية، ليست القوة هي أن نقهر الآخرين، إنما أن نربحهم ونحتملهم. فالذي يحتمل غيره هو القوي. أما المعتدي فهو الضعيف. ولهذا يقول الكتاب "أطلب إليكم أيها الأقوياء أن تحتملوا ضعف الضعفاء ".
ويبقي السؤال الاخير هل قدمت المسيحية تاثير حضاري ؟
مقدمة:
يُذكر أن هناك المئات من المسيحيين البارزين الذين ساهموا في الحضارة الإنسانية والمجتمع الغربي من خلال تعزيز وتطوير العلوم، الطب، الفن، الموسيقى، الأدب، المسرح، الفلسفة، العمارة، الإقتصاد والسياسة.
المرأة:
يتساوى الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات، استنادًا إلى تعاليم يسوع في المساواة بين الجنسين، ولعل من أبرز مظاهر تكريم ورفع شأن المرأة هو التكريم الخاص لمريم العذراء.
العبودية:
علينا علينا التقسيم بين الافعال السياسية والرأي الديني فهناك الكثير من رجال الدين المسيحي من ساهموا بتحرير العبيد من بينهم مارتن لوثر كينغ اللذي كان قس.
والان نتكلم عن الرأي الديني رفضت المسيحية العبودية بشكل قاطع بمختلف انواعها و بعض الادلة
لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 3: 28)
لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا، لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ، لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي.(إنجيل يوحنا 15: 15)
ويوجد الكثير من الادلة الاخري
الزواج وحياة الأسرة:
لقد رفعت المسيحية من قيمة الزواج والاسرة فبحسب تعاليم الكنيسة تعتبر الأسرة الوحدة المركزية للمجتمع المسيحي، وهي في المفهوم المسيحي كنيسة صغيرة،
العلوم والطب:
لقد ساهم عدد كبير من العلماء و رجال الدين المسيحي في العلوم المختلفة من بينهم الكاهن جورج لومتر أول من اقترح نظرية الإنفجار العظيم.
وذالك بعض الامثلة ويوجد الكثير منها
وفي الختام افضل وقت لتقسيم التاريخ سيكون لفترة ما قبل السيد المسيح و فترة ما بعد مجئ السيد المسيح.
يمكن القول إنّ يسوع هو الشخص الأكثر نفوذًا وتأثيرًا على وجه التاريخ. فهو موجد الديانة المسيحية، أكبر حضارة في هذا العصر. المسيحية غيّرت العالم، وغيرت طريقة تفكير وعيش الناس. تاريخ العالم كان سيكون مختلف اختلافًا جذريًا ان لم يكن قد ولد يسوع. على الرغم من حياة يسوع الأرضية كانت قصيرة، الا انه ترك وراءه تعاليم كان لها الأثر الأكبر في تغيير مسار البشرية.
(جيفري بلايني، كتاب تاريخ العالم)
حتى أولئك الذين هجروا المسيحية وهاجموها ، في اعمق كيانهم مازالوا يتبعون المثل العليا التي تنادي بها! وحتى الآن لم يمكنهم تقديم مثل عليا للإنسان ، اعلى من التي قدمها المسيح قديما.
(فيودور دوستويفسكي)


المقال التالي المقال السابق
لا تعليقات
إضافة تعليق
رابط التعليق